نرى العديد من الطلاب، كل طالب له مستوى معين من الذكاء والفهم، وهذا لا شك يختلف من شخص لآخر، وعلى هذا تتنوع نسب التفوق والأداء لدى الطالب.
ولكن مما يسترعي الانتباه هو وجود عدة طلاب بمستويات متقاربة من الذكاء والاهتمام بالدراسة، وآخرين دون هذا المستوى الذي ننشده لرفعة أمتنا والارتقاء بها، وفي نهاية العام يخرج الطلاب من الحقل التعليمي بعضهم قد حصل على الدرجات العالية وبالتالي فهو مرشح بجدارة للالتحاق بمجالات علمية أوسع قدرًا وأعلى شأنًا، والبعض الآخر لم يوفق.
ما السر؟؟
السر بكل بساطة أن المتفوقين من الطلاب قد اهتدوا إلى طريقة مكنتهم من استغلال قدراتهم ووقتهم في الدراسة، أما هذا النوع الذي هو دون المستوى المتفوق، فتجده يتخبط باحثًا عن الوصول إلى التفوق من أقرب طريق دون نصب أو تعب أو سهر.
إذاً ما الحل؟؟
لا بد للطالب من إيجاد خطوات يتبعها في الدراسة، بحيث توفر له عدة أمور مهمة، مثل. الدراسة بأقصر وقت ممكن..، بمعنى توفير الوقت واستغلاله.
. بذل أقل الجهود الممكنة...، بمعنى استغلال الطاقة بالطرق الصحيحة.
. الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة.
ما يجعل مذاكرة العلم سهلة وميسورة:
- إخلاص النية لله في تحصيل العلم، فـ"من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"، ودائمًا يجدد ويصحح الطالب نيته أولاً بأول.
- حسن التوكل على الله والاعتماد عليه، فهو وحده القادر على سوق الفهم إلى ذهنك، ( وَمَن يَّتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه) (الطلاق 3)
- تطهير القلب مما قد يعلق به من حقد أو حسد أو ضغينة على زملائك الطلاب-، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا...وكونوا عباد الله إخوانًا"- الذين وفقهم الله ورزقهم نعمة سرعة الفهم والذكاء العالي، ولتعلم جيدًا أن الفهم والذكاء والعلم نفسه نعمة من الله.
التقرب إلى الله تعالى بشتى ألوان الطاعات التي تجلب رضوانه وتوفيقه، لا سيما الفروض التي فرضها الله على عباده، والتقرب إليه تعالى بالنوافل التي تزيد من حب الله لعبده، كما عليك أخي الطالب أن تكثر من الدعاء والإلحاح فيه على الله أن يوفقك ويذلل لك الصعاب، يقول تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه: 114)، ولتبدأ يومك بصلاة الفجر.
محاولة نشر العلم الذي تعلمته بما يخدم دينك ونفسك وأهلك ومجتمعك وأمَّتك لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم العلم وعلَّمه".
وبشكل عام هناك ثلاث طرق متبعة للدراسة، ولو أدركها الطالب لتمكن من إيجاد الطريقة المناسبة له ولموضوعه، ومن ثم تحقق له ما يريد.
وهذه الطرق هي:
1- الطريقة الكلية:
وهي أن يقرأ الطالب الموضوع بشكل عام لتتضح له الفكرة العامة، ثم يُعيد قراءة الموضوع لاستيعاب بقية الأفكار، وهذه الطريقة تفيد في المواضيع القصيرة المترابطة الأفكار.
2- الطريقة الجزئية:
أي تقسيم الموضوع إلى فِقرات حسب ترابط الأفكار، وتقبّل المتعلم لهذا الترابط، فالمتعلم هنا هو الذي يتحكَّم في طريقة التقسيم حسب ما يوافقه، ثم ربط هذه الأفكار جميعًا معًا،
وهذه الطريقة تفيد في المواضيع الطويلة والتي تتميز بعدم تسلسل الأفكار فيها.
3- الطريقة المختلطة:
وهي الجمع بين الطريقتين السابقتين، بحيث يأخذ المتعلم الفكرة العامة، ثم يقسم الموضوع إلى فقرات، وليس ذلك هو كل شيء في عملية تحصيل العلم وإتقانه، بل لا بد من توفير الجو المناسب للدارس.
توفير بيئة دراسية مناسبة في المنزل:
هناك مجموعة من القواعد والتي لابد من مراعاتها أثناء المذاكرة، وللطالب تطويعها حسب ظروفه واحتياجاته، منها:
تقسيم الوقت بين المواد؛ بوضع جدول دراسي يتقيد به المتعلم قدر المستطاع ويتناسب مع الجدول الدراسي اليومي.
عند الشعور بالتعب يحسُن أخذُ قسطٍ من الراحة.
اختيار المكان المناسب للدراسة، وذلك من حيث:
الإضاءة المناسبة والابتعاد عن الإضاءة الخافتة.
التهوية الجيدة للغرفة وترتيبها؛ فالترتيب يبعث على الراحة.
الابتعاد عن المذاكرة في غرفة النوم، وإن صعُب ذلك فأقلُّه الابتعاد عن السرير أثناء المذاكرة
دراسة المواد العلمية- مثل الرياضيات.. والكيمياء.. والفيزياء.. وحتى الأحياء..- لا تجدي إذا كانت بصورة شفوية فقط، وإنما لابد أن يصاحبها استخدام الورقة والقلم؛ فذلك أثْبتُ للمعلومات فيها.
الابتعاد عن مصادر الإزعاج بكل أنواعها؛ فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة.
الاهتمام بالغذاء؛ فالطالب يجهد نفسه في تحصيل العلم، ولا بد من تغذية جسده وتقوية نفسه بصورة تتماشى مع ما يُجهِد نفسه لأجله، والمثل يقول "العقل السليم في الجسم السليم".
أخذ القسط الكافي من النوم دون زيادة أو نقصان؛ فكلاهما ضار.